من قاسيون أطل يابلدي فاأراى دمشق تعانق الشهب
هذه كلمات أغنية شدت بها المطربة دلال الشمالي
تذكرت الأغنية وأنا بالطريق الى قاسيون
لأطل على تلك المدينة الخالدة لأشتم عبق التاريخ والماضي
لأكحل عيوني برؤية ذلك المنظر الساحر
أنت معلق بالسماء تشاهد الفيحاء
تشاهد أحيائها الغنية والفقيرة ,القديمة والحديثة
لافرق بينهما دمشق هي الحاضنة
في ذلك المنظر تسرح بك الذاكرة لتعود للماضي
جلست على ذلك الكرسي النصف مخلوع
سحبت سيكارة وبدأت أنفخ واتذكر
مع كل نفخة أستحضر بطل من الأبطال الذين مروا على دمشق
من رموز الأمبراطورية الرومانية الى خلفاء بني أمية الى
صلاح الدين الى يوسف العظمة
الى شكري القوتلي وكل الرموز الخالدة
لكل منهم قصة بطولة سطرت بحروف من ذهب
جلس الوليد بن عبد الملك بجانبي وشاهدت صلاح الدين يدنو مني
ماأروعه من منظر وقد عاد لنا الأمل بقدومهم
مددت يدي لأصافحهم واْذ بيدي كأس من القهوة بيدي
قلت لنفسي هل صلاح الدين أعطاني ذلك الكأس
تلاشت تلك الصورة الجميلة بعد أن احتسيت الكأس
واذا برجل طويل القامة يطلب الكأس
فناولته الكأس مع عشر ليرات ليرميها ويقول هل أشحذ منك
قلت تكرم هذه 25 ليرة فتحول ذلك الرجل لقنبلة أنفجرت
وأجتمع أعوانه من ماسحي الاحذية
الى بائعي المسكة الى المصورين الى بائعي الدخان وحتى سائقي التكاسي
كأنهم جهاز أمني يستشعر عن بعد ومرتبطين بشيفرة
لايفهمها حتى جهاز المركزي للاستخبارات الامريكية والموساد
أمتثلت للأمر وأعطيتهم دولارين ومضيت
وما أن سرت لخطوتين حتى لحقني أطفال بائعي المسكة
ولم يتركوني بحال سبيلي ألا بعد شراء المسكة
بسعر يعادل 50 ضعف السعر الحقيقي
ولم ينتهي الأمر عند هذا أستقبلتني أمرأة ومعها طفلها
تريد المساعدة المالية ولم ترضى باأقل من مئة ليرة
وبعد ذلك شاهدت ماسح الاحذية فقررت الهروب قبل أن يتلقاني
وقلت لنفسي ساأسير على قدمي الى
ضريح الجندي المجهول علي اجد بعض الراحة
وماأن سرت قليلا حتى شاهدت السيارات على
جانبي الطريق تستمع لأ صوات اللأهات
والضحكات من سيارات خليجية واخرى مفيمة ومسودة ومفحمة
سرت قليلا حتى ظهر بوجهي أحد الاشخاص بطقمه ونظاراته السوداء
وطلب مني بكل أحترام أن ااخذ الطرف الثاني من الطريق
وبدون وعي شاهدت نفسي أركض حتى وصلت الضريح
ولم أشاهد الا الشباب والأراكيل وبعض الفتيات شيء
يسعد الفؤاد بذلك المكان الجميل
لم أطل البقاء هناك وأخذت سرفيس بأاتجاه البرامكة
ومن هناك بعد رحلة طويلة أخذ مني التعب وقررت أن اتجه
الى أقرب فندق بالمرجة فبعد أن حاولت أجد طلبي
بالفنادق المحترمة فالعراقيين والخليجيين والمغتربين قد أحتلوا الفنادق
فذهبت الى الفنادق التي يقف عند بابها بائع
للمسابح والساعات ويصيح استراحة استراحة فلم أجد هؤلاء البائعين
فقلت لنفسي لم يعد هناك أي انسان غشيم
والكل يعرف القصة ورغم ذلك لم أجد ظالتي
فقررت أن اذهب لباب سريجة الى فنادق الربع نجمة
دخلت وطلبت غرفة فلم أجد طلبي فأرتضيت
باأن أنام بغرفة مشتركة
دخلت الى تلك الغرفة أشبه بمهجع عسكري
الفوضى والروائح والبشر نائمين كأنهم قتلى
تدبرت أمري وحاولت النوم وأفلحت بعد عدة ساعات
بعد الاستيقاظ تحدثت مع بعض الناس
منهم من أتى يبحث عن عمل
ومنهم من ينتظر أن بفلح بتمشية معاملته الواقفة منذ أيام
ومنهم مطرود من بيته
والكثير من القصص الغريبة العجيبة
وماتزال دمشق تستقبل المزيد والمزيد والكل يلعنها ويحبها
يغادرها مجبرا ويعود أليها راضيا
مرة على دمشق الكثير والكثير ومازالت شامخة
ولي عتب كبير عليك يامن تسيء لدمشق
عتبي على الذي أجبر اولاد دمشق للرحيل
عتبي على من جعل ابن دمشق غريبا ببلده
عتبي عتب محب وسأظل مخلصا لدمشق
دمشق ماذا أتكلم الكلمات لاتسعفني
لدي الدموع حاليا أقدمه لكي